خلال شهر رمضان يحرص كثيراً منا على أداء العبادات والطاعات ومن بين هذه العبادات صلاة التراويح بالمسجد، وبالطبع هناك مواقف نقابلها تؤثر معنا وأيضاً قد نكتشف خلال الصلاة أخطاء يجب علينا أن نتوقف عنها، وهذه قصة قصيرة عن رفع الصوت أثناء الصلاة نقلتها جريدة" الرياض".
تبدأ القصة عندما توجه "عبدالعزيز" للصلاة بمسجد الشيخ "الخليفة" وهو الإمام الذي عرف بصوته الجميل وصلاته المطمئنة.. وما أن دخل المسجد حتى توسط الصف الثالث ورفع يديه وكبر ودخل في صلاة التراويح الساكنة، وبينما هو في روحانيته حتى اصطف بجواره رجل طاعن في السن وأخذ يصلي بالقرب منه، لكنه راح يقرأ الآيات التي يقرأها الإمام بصوت مرتفع يصل إلى مسامع "عبدالعزيز" الذي خرج من جو الروحانية تلك، فكبر الإمام للركوع فأخذ ذلك المسن يسبح الله بصوت مرتفع أقلق "عبدالعزيز" الذي أصبح يشعر بأنه في حالة ترقب لرجل المسن، ثم كبر الإمام للسجود فسجد المصلين.
ما لبث أن رفع الرجل المسن صوته بالتسبيح والدعاء بصوت يصل لمسامع "عبدالعزيز" الذي ملأ الغيض قلبه وشعر بأنه خرج عن حالة الطمأنينة تلك ثم كبر الإمام للجلوس بين الركعتين فأخذ الرجل يسأل الله المغفرة بصوت مرتفع، وسرعان ما انقضت أولى الركعتين حتى سلم "عبدالعزيز" ونهض من جوار الرجل المسن وانتعل حذاءه وخرج من المسجد بعد أن شعر بأن الغضب تملكه لفرط الإزعاج الذي شعر به في الصلاة، وحالة الروحانية تلك التي فقدها بأصوات الرجل المرتفعة في الصلاة، والتي لم يتأمل سلوكه في المسجد ليعلم بأنه ليس بمفرده في الصلاة، فيما ترك عبدالعزيز لنفسه سيف الغضب أن يحرمه من أجر متابعة الصلاة في هذا الشهر الفضيل.
يعتبر رفع الصوت أثناء الصلاة من الأخطاء التي يرتكبها المصلون خلال الصلاة بالمساجد وهو خطأ ينفر من حولنا بالمسجد ويجب علينا أن ندركه، فالمسجد له خصوصية عالية تزيد تلك الخصوصية في شهر رمضان المبارك؛ لأن الزيارة له والإقامة التعبدية به تطول، وتلك مسؤولية لابد أن يدركها كل من يقصد بيوت الله لآداء الصلاة فيه، فالسلوك الصحيح هو مراعاة الذوق العام والالتزام بمصالح الآخرين قبل مصلحة الفرد نفسه، فمضايقة المصلين بالترديد مع الإمام ورفع الصوت بالتسبيح أو الدعاء بطريقة غير مفهومة يخرج المصلين عن دائرة الطمأنينة والخشوع.
اذا اعجبك الموضوع قم بنشره ؟
مواضيع مشابهة :